بسم الله الرحمن الرحيم
دائما ما نردد ونسمع ونتداول كلمات مثل هذه: ( واثق/واثقة من قدراتي والحمد لله)!!
أو نسمع أحدهم يقول : ( أنا صح وهم غلط) أو ( لا ينقصني شيء)
كم مرة أخطأنا ولم نعترف لأننا:: في نظر أنفسنا:: منزهون عن الخطأ..نعرف كل شيء..
لا ينقصنا شيء..أو ..نحسب الأشياء دائما بحساباتها الصحيحة..
كم مرة نرفض الاعتذار والاعتراف بنقصنا..بمحدوديتنا ..بعجزنا كبشر
ومع ذلك نصر على ادعاء الكمال..
لكن الله جل في علاه هو أعلم بخلقه منهم حيث يقول عز وجل:
(وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً)سورة الإسراء (85)
أنت تملك حواسا خمساً..هذا صحيح..لك حاسة سمع وبصر وشم وتذوق ولمس ولك قلب أيضا
إذا صلح صلح جسدك وإذا فسد فسد جسدك كله..
وبهذه الحواس تدرك الأشياء من حولك..لكننا نخطئ حين نعتقد أننا نرى الأشياء على حقيقتها
انظروا إلى الرسم أدناه
تلك
هي صورة العالم الحقيقية وهكذا أنت أيها الإنسان المتكبر تراها..حواسك
ولغتك وقيمك تعيقك عن رؤية العالم والناس والكون على حقيقته..لكن الله جل
في علاه يرى دبيب النمل على الحجر الأملس في الليلة الظلماء..وبدون أن أضع
علامة تعجب..
فسبحان الله..
* * *
قدراتنا محدودة وإمكانياتنا كبشر ناقصة وهذه نعمة كبيرة من الله..وأكبر مثال على ذلك أن للحواس حدود..
هناك أشياء لا نراها إلا بالمجهر..هناك أشياء لا نسمعها إلا بمكبرات صوت..
فتخيل أيها الإنسان لو أنك تبصر كل شيء..تخيل أنك تستطيع رؤية تفاعلات الشمس..وتشاهد ما يحدث تحت أعماق البحار..
وتبصر البروتون والنيوترون!! وترى أعضاء جسمك وأجسام الآخرين وأجهزتهم الهضمية والتنفسية تعمل أمام عينيك!!
صدق القائل (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ )القمر{49}
هذا بخصوص العين فقط..فهل لك أن تتخيل لو كنت تسمع وتلمس وتشم..كل شيء
حواسك ليست محدودة فقط..بل تخدعك!!
تأمل الدائرتين المتوسطتين في الرسمين التاليين
أي دائرة أصغر من الأخرى؟
في الحقيقة لهما نفس الحجم!!
* * *
لغتك أيضاً..حتى في القراء أنت تخطئ دون علمك :
اقرأ الكلمات التالية
لاحظ أنك حذفت كلمة (في) ثلاث مرات رغم أنها مكتوبة أمامك..
وحتى في معتقداتك وقيمك..
يقول د/محمد التكريتي في كتابه الشهير آفاق بلا حدود:
(..فنرفض أمورا,ونقبل أخرى,بناء على إيماننا واعتقادنا بها.
وقد يكون فيما نرفضه خير كثير وفيما نقبله شر كثير,ونحن في الحالين لا نعلم)
(وَعَسَى
أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ
شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ
تَعْلَمُونَ )البقرة{216}
مالفائدة من كل هذا الكلام؟
الخلاصة أننا بشر..وأنه ليس من العيب أن نعتذر عند الخطأ والتقصير
ليس عيبا أن نعترف بالخطأ والتقصير وسوء الفهم..وأن الاعتراف بالذنب فضيلة
الخلاصة أننا نثق بأنفسنا أكثر مما يجب والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
(اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين)!!
يجب أن نسعى لتقويم أنفسنا وإصلاحها بدلا من أن نحمل الظروف والآخرين كل المسؤولية
الخلاصة أن هناك رب واحد أحد :
(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) الشورى {11})
* * *
اللهم إن أخطأت فمن نفسي والشيطان وإن أصبت فمنك وحدك لك الحمد والشكر.